تنطبق
حقوق الإنسان على جميع الفئات العمرية، وللأطفال حق التمتع بنفس حقوق
البالغين. غير أنهم ضعفاء ولذلك ينبغي وضع حقوق مميزة تعترف باحتياجهم
للحماية الخاصة.
حقوق الطفل في ظل الإطار العام لحقوق الإنسان
وضعت اتفاقية حقوق الطفل معاييراً ينبغي إعمالها من أجل تطور ونماء
الأطفال إلى أقصى حد، وتخليصهم من ربقة الجوع والفاقة والإهمال وسوء
المعاملة. وتعكس الاتفاقية رؤية جديدة للطفل. فالطفل ليس ملكاً لوالديه
بقدر ما أنه ليس مادة يتصدق بها.
بل هو كائن حي يتمتع بحقوق. وتعكس الاتفاقية رؤية جديدة للطفل تتمثل
باعتباره فرداً مستقلاً ينتمي إلى أسرة ومجتمع يتمتع بحقوق وعليه واجبات
تتلاءم مع سنه ومرحلة نماءه. ومن خلال هذا المنظور شددت الاتفاقية على
أهمية التركيز على الطفل ككل.
وساهمت الاتفاقية وقيام العديد من
البلدان بالتصديق عليها إلى تعزيز الاعتراف بالكرامة الإنسانية الأساسية
لجميع الأطفال وأكدت على ضرورة ضمان رفاهيتهم ونماءهم. وتنص الاتفاقية
بوضوح على مبدأ تمتع جميع الأطفال بنوعية جيدة من المعيشة كحق لهم وليس
امتيازا يتمتع به قلة منهم.
الحقوق، من الخلاصات إلى الواقعية
ورغم وجود هذه الحقوق، يعاني الأطفال من الفقر والتشرد وسوء المعاملة
والإهمال والأمراض التي يمكن الوقاية منها، وعدم المساواة في توفير فرص
التعليم، ونظم قضاء جنائية لا تعترف باحتياجاتهم الخاصة, هذه هي المشاكل
التي تواجه كلاً من البلدان الصناعية والبلدان النامية على حد سواء.
ويعكس
التصديق شبه العالمي على المعاهدة التزاماً عالمياً بمبادئ حقوق الطفل.
وبمصادقتها على الاتفاقية تقرّ الحكومات بنيتها عن ترجمة هذه الالتزامات
إلى أفعال. وتلزم الاتفاقية الدول الأطراف بتطوير ووضع القوانين والبرامج
السياسية من أجل التنفيذ الكلي للاتفاقية؛ وينبغي عليها تنفيذ جميع
إجراءاتها على ضوء المصلحة الفضلى للطفل.
ولا تقتصر هذه المهمة على الحكومات فقط بل يجب أن يضطلع بها جميع أفراد
المجتمع. ومن أجل ترجمة المعايير والمبادئ التي تضمنتها الاتفاقية إلى
واقع يتعين على الجميع ـ في الأسر وفي المدارس وفي مؤسسات أخرى معنية
بتوفير الخدمات للأطفال والمجتمعات وفي كافة المستويات الإدارية واحترامها.