الســـــلام عليكــــــم و رحــــــمة الله و بـــركاتــــــه
لقد قرات هذه القصيدة للشاعر مانع سعيد عتيبة واعجبتني كثيرا و اردت ان انقلها لكم متمنيا ان تنال اعجابكم كما نالت اعجابي
و اليكم القصيدة:
ما للحبيب أهم فيه يشقيهِ=أم أنه الحب أبكاني ويبكيهِ
إن كان حبي له هما يعذبهُ=سأكتم الحب في قلبي وأخفيهِ
أو كان دمعي الذي أخفيت يحزنهُ=سأنكر الدمع في عيني وأنفيه
أو كان شعري على أعتابه سبباً= لِما يعاني وماراقت معانيهِ
سأجمع الشعر كل الشعر من كتبي=وفوق رفٍّ من النسيانِ ألقيهِ
ما قلت شعري لكي يشقى الحبيب به=أو كان غير ولائي في قوافيهِ
لوكنت أدري بأني حين أنظمهُ=أشيعُ فيه الأسى مما أعانيهِ
لما سمحت لصوت أن يرددهُ=وما سهرت مع السمارِ أرويهِ
عفو الحبيب فما للحزن قد خلقت=هاذي العيون ولا للدمع تجريهِ
قد أطرت لؤلؤاً عيناه من شجنٍ =وانحل عقدً نظيمٌ من لآليهِ
عقد تناثر في الخدين منصهراً=من حر نار تلظت في مآقيه
يمد يمناه نحو الخد يجمعه=فيهرب الدمع من يمنى تداريه
ينساب للصدر مثل السيل منحدراً=من قمة التل مشتاقاً لواديه
وليس يجدي من اليسرى محاولة=أن تبعِد الدمع عن صدر يواليهِ
فالصدر للدمع محتاجاً إذا نزفت=فيه الجراحُ وبات الهمُ يضنيه
ما للحبيب أحزاناً جاء يسألني=الحزن عندي ولكن لست أعطيهِ
إن كان في الدمع سرُّ لا يبوحُ بهِ=فهل يظنُّ بأني لستُ أدريهِ
والله أدري ولكني سأكتمه=وفي الفؤادِ سجيناً سوف أبقيهِ
إخفاؤه السِّر عبءُ قد ينوءُ بهِ=من يحمل الجمر في كف سيكويه
فليعلم الخل أن الهم مشترك=وأن بحر الهوى غابت موانيهِ
وإننا في زورقٍِ والموج يلطمهُ= وليس غيرُ إله الكون ينجيهِ
وليعلم الخل أني في محبتهِ=أسترخص الروح إن الروح تفديهِ
إن يذرف الدمع عينيه خوف غدٍ=فإنني من غد الأيام أحميهِ
وإنني حافظ للعهدِ مابقيت=في القلب تجري دماءٌ في مجاريهِ
فالانتظار وإن شبت حرائِقهُ=بين الضلوع فإني لست أقصيهِ
هو الدليل على حُبي العظيم فما= كان انتظاري سوى الإخلاص أُبديهِ
يبكي الحبيب فدنيا الحب باكيةٌ=والطير من حزنه تبكي أغانيهِ
وبان قطر الندى من كل نرجسةٍ=كأنه الدمعُ والأزهار توريهِ
حتى السماء يغطي الغيمُ زرقتها=كما يغطي الأسى عيني معانيهِ
مع الحبيب عيون الناس باكيةٌ=تعطيه من عطفها مالأم تعطيهِ
لئِن بنى في عيون الناس منزلهُ=فأنا لِمنزِلِهِ المعمورِ راعيهِ
يبكي الحبيب فيا عيني مالكما=لا تسقيان فؤاداً ضاع ساقيهِ
هل جف دمعكما من نار عاطفتي=أم أنه الصبر يجديني ويجديهِ
تلك العواطف عندي في تدفقها =كأنها البحر والأمواج تُعليهِ
وفي فؤادي عطاءٌ لا حدود لهُ=مهما تدفق فالإخلاص يُثريهِ
لو كان عندي جناح الطيرِ لانطلقت=روحي إلى ذالك الباكي تواسيهِ
وتحمل الفرحة الكبرى وتزرعها=في كل درب حبيبُ القلب يمشيهِ
فكفكف الدمع ياخلي وكُن نغماً=لايعرف السعد إلا من يُغنيهِ
فأنت ماكنت للأحزان أغنية=بل أنت شعرٌ وفي الأفراح أُلقيهِ
دع الشجون لقلبي فهو يعرفها=وهو الخبيرُ بما فيها من التيهِ
وكُن سعيداً مدى الأيام مبتسماً=من يخلص الحبَّ يستعذب مآسيهِ