حُشاشةُ نَفسٍ وَدّعتْ يـوْمَ وَدّعـوا
فَلَـمْ أدرِ أيّ الظّاعِنَـيـنِ أُشَـيِّـعُ
أشـاروا بتَسْليـمٍ فَجُدْنَـا بأنْفُـسٍ
تَسيلُ مِنَ الآمـاقِ وَالسَّـمُّ أدْمُـعُ
حَشَايَ على جَمْرٍ ذَكيٍّ مِنَ الهَـوَى
وَعَيْنايَ في رَوْضٍ من الحسنِ تَرْتَعُ
وَلَوْ حُمّلَتْ صُمُّ الجِبـالِ الـذي بِنَـا
غـداةَ افترَقْنـا أوْشكَـتْ تَتَصَـدّعُ
بمَا بينَ جَنبيّ التي خـاضَ طيْفُهَـا
إلـيّ الدّياجـي وَالخَلِيّـونَ هُجّـعُ
أتَتْ زائِراً ما خامَرَ الطّيـبُ ثَوْبَهـا
وكالمِسْكِ مِـن أرْدانِهـا يَتَضَـوّعُ
فما جلَسَتْ حتى انثَنَتْ توسعُ الخُطى
كَفاطِمَةٍ عن دَرّهـا قَبـلَ تُرْضِـعُ
فَشَرّدَ إعظامي لَها مـا أتَـى بهَـا
مِنَ النّوْمِ والْتَـاعَ الفُـؤادُ المُفَجَّـعُ
فَيَا لَيْلَـةً مـا كـانَ أطْـوَلَ بِتُّهَـا
وَسُمُّ الأفاعي عَـذْبُ مـا أتَجَـرّعُ
تذلّلْ لها وَاخضَعْ على القرْبِ والنّوَى
فَما عاشِقٌ مَـن لا يَـذِلّ وَيَخْضَـعُ
تحياتي